مطلوب مشرفين لأقسام المنتدى

من طرف **فريال الامل** الإثنين مايو 31, 2010 8:34 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نسبة كبيرة من الرجال الذين التقيناهم أجمعوا على أن قوة الشخصية سمة مطلوبة وضرورية للمرأة في عصرنا الحالي الذي يشهد تطوراً ملحوظاً في كافة مجالات الحياة، وهذا يتطلب من المرأة التي دخلت سوق العمل من أوسع أبوابه وتبوأت العديد من المراكز الحساسة والهامة أن تمتلك هذه الصفة بشرط ألا تفقد أنوثتها وتتحول إلى رجل، هذا ما عبّر عنه / رؤوف الطويل- مزين شعر/ حيث أكد أنه يفضل المرأة القوية على المرأة الضعيفة لأن الأخيرة تكون عالة على نفسها وأسرتها وعلى الرجل وتشكل إعاقة حقيقية لارتقاء شريكها وتقدمه في الحياة ويوضح بقوله: »على الرغم من أننا نشأنا في مجتمع كرّس بشدة قدسية صورة المرأة التابعة والمطيعة التي لا يحق لها التعبير عن كيانها أو الدفاع عن حقوقها، إلا أني أرفض هذه الصورة ولا أقبلها أن تكون شريكة لي في الحياة، بل أفضل المرأة القوية التي لديها رؤية واضحة في الحياة وأهداف حقيقية ونبيلة تسعى بقوة إلى تحقيقها لإثبات وجودها في مجتمعها وأسرتها، وهذه القوة لا يمكن أن تنشأ إلا عندما تتمتع المرأة بقوة الفكر والإرادة والقدرة على تحمل المسؤولية ومواجهة صعاب الحياة وتقلبات الظروف، وكذلك القدرة على مواجهة الآخرين وإقناعهم ويدعمها في ذلك ثقتها العالية بنفسها، وكذلك لا يمكن للمرأة أن تكون قوية إلا عندما تتخلص تماماً من رواسب الأفكار السلبية والمتخلفة التي تعيق تقدمها، وبالمقابل على المرأة ألا تتخلى في سبيل ذلك عن أنوثتها وشفافيتها بتحولها إلى شخصية جامدة وجلفة تحب السيطرة لمجرد إثبات الذات وبغير وجه حق».
الحكمة لا التسلط
ويكره/ نشأت موصلي- مهندس/ الصورة التقليدية القديمة للمرأة أيام زمان، أي المرأة الضعيفة التي لها فم يأكل ولا يتكلم والتي لا تستطيع النهوض بمسؤوليات الحياة عموماً، ويرى أن الحياة يصبح لها طعم مختلف مع امرأة تكمل الرجل ولا تصارعه على القيادة بقوله: »أحب المرأة التي تناقشني وتقدم لي النصائح وتدعمني في مسيرتي، وتكون سنداً حقيقياً لي في أيام المحن بقدرتها على التكيف مع كافة الظروف التي قد يتعرض لها الإنسان، وكذلك قدرتها على إدارة وتنظيم حياة أسرتها بحزم وحكمة، لكني بالمقابل أشعر بالنفور من المرأة القوية بمعنى الهجومية التي تتصنع القوة وهي لا تمتلك أياً من مقوماتها كالذكاء والحكمة وسعة الاطلاع والثقافة، حيث تتحول إلى امرأة متسلطة تحاول من خلال الصوت العالي والصراخ والسيطرة إخفاء ضعفها الداخلي وهشاشة شخصيتها الحقيقية».
ويتابع »وللأسف هناك بعض النساء يفهمن كلمة القوة بشكل مختلف تماماً عن المعنى الجوهري المطلوب، فيلجأن لتقمص شخصية الرجل وتقليد بعض سلوكياته الخاصة به، التي لا يمكن للمرأة أن تمارسها نظراً لطبيعتها الفيزيولوجية وخصوصيتها كامرأة تعيش في مجتمع له قوانينه وعاداته وتقاليده».
التوازن والعطاء
ويؤكد/ محمد عمران- علم نفس/ أن المرأة القوية تشكل دعماً حقيقياً للرجل، وينتقد الفكرة السائدة في المجتمع العربي بأن المرأة القوية تخلق المشكلات ولا يمكن أن يشعر الرجل معها بالراحة والأمان والسكينة، ويرى أن سبب هذه النظرة يعود للفهم الخاطئ لمعنى كلمة القوة بقوله: »عندما يقال هذه امرأة قوية، يتبادر للذهن مباشرة أنها إنسانة جريئة ومتحررة ولا تحترم الآخرين وغير ملتزمة بمعايير الأدب وتتصرف في الحياة كما يحلو لها من دون ضوابط وغير آبهة بكل من حولها، لكننا لو نظرنا لمفهوم القوة من زاوية أخرى أكثر عمقاً لأ دركنا أن هذه الصفة تحمل الكثير من الإيجابيات، خاصة عندما تكون المرأة القوية إنسانة متوازنة ومنسجمة مع ذاتها ومحيطها الاجتماعي وقادرة على العطاء بكافة أشكاله دون كلل أو ملل، ولا تمارس أي نوع من التعنت أو العدائية لفرض ما تريد، وتحترم شريكها وتتعاون معه وتسانده بالسراء والضراء، وأن تكون قادرة على استيعاب كل المحيطين بها وبذكاء ودبلوماسية»
لكن ماذا تقول النساء حول هذا الموضوع، وهل يؤيدن ما قاله الرجال؟
شخصية الرجل
ترى/ سناء معطي- موظفة/ أن المرأة القوية تجذب نسبة كبيرة من الرجال وخاصة إذا كان الرجل يفتقد لهذه القوة في شخصيته حيث تقول: »هناك بعض النساء يتصنعن القوة وقد يتحولن باللاشعور إلى متسلطات عندما يتعايشن مع زوج هش وضعيف الشخصية أو انهزامي في مواجهة مشكلات الحياة، مما يدفع المرأة إلى أخذ دور الرجل والمرأة معاً كي تستطيع المحافظة على أسرتها وحماية منزلها من الانهيار، وهناك الكثير من العلاقات الزوجية المحيطة بي تقوم على هذا الأساس، لذلك أؤكد أن شخصية الرجل لها دور كبير في بروز هذه الصفة عند المرأة أو إخمادها ، وفي الوقت نفسه هذا لا يعني أن تكون المرأة ضعيفة وعديمة الشخصية، إنما المطلوب أن تختار الوقت المناسب لاستخدام قوتها وإتقان كيفية استعمالها بالأسلوب المناسب للموقف وبشكل لا يتعارض مع خصائصها الأنثوية».
نشوة السلطة
ولا تعتقد/ مها النابلسي- مهندسة/ أن الرجل يفضل الارتباط بالمرأة القوية وتبرر موضحة: «ربما ينجذب الرجل بشدة للمرأة القوية صاحبة الحضور إلا أنه لا يقبلها كزوجة خاصة إذا كانت نداً له في كل شيء لأن التربية الشرقية زرعت في نفس الرجل أنه الجنس الأفضل والأقوى، والمرأة مجرد تابعة له وعليها الانصياع لأوامره ورغباته فقط دون جدال، وأمام هذا الموروث الثقيل لن يستطيع الرجل التعايش مع زوجة قوية تناقشه وتجادله وتدرك حقوقها تماماً، فهكذا زوجة ستحرمه الشعور بنشوة السلطة الذكورية.
وتضيف: »وهناك بعض الرجال يطلبون من المرأة أن تكون قوية خارج المنزل فقط أي عندما تواجه العالم الخارجي، لكنهم يستلذون بضعفها داخل المنزل تأكيدا لرجولتهم وسطوتهم الذكورية، فهم يجب أن يكونوا أصحاب القرار الأول والأخير، حتى لو كان رأي الزوجة هو الأفضل والأكثر منطقية».
عقدة تاريخية
وتؤيدها الرأي /منار جنيد- معلمة/ بقولها: »بعض الرجال يتظاهرون بأنهم متحضرون ويقبلون أن تكون المرأة القوية شريكة لهم، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فهم يعجبون بها من بعيد لبعيد إنما ذكوريتهم العتيدة ترفضها كزوجة وذلك لأنهم يعتقدون خطأ بأن هذه المرأة ستجلب لهم وجع الرأس لأنها لن ترضى أن تكون على الهامش وستطالب باستمرار بإثبات ذاتها سواء داخل المنزل أو خارجه، وهذا لا يروق للرجل لأنه لا يستطيع الخروج من جلباب عقدته الذكورية التاريخية».
ونحن نقول في النهاية إن القوة صفة إيجابية ومطلوبة سواء من المرأة أو من الرجل كي يستطيعا مواجهة صعوبات الحياة بثبات، «فإن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» لكن الأهم من ذلك كيف نفهم القوة وكيف نسخرها لخدمتنا وخدمة من حولنا، فمن الضروري أن تكون قوتنا مصدر سعادة لنا وليس مصدر تعاسة، وأن تكون بناءة وتحقق لنا أهدافاً إيجابية لا أن تكون قوة هدامة وتهدف إلى إلغاء الطرف الآخر أو السيطرة عليه أو تدميره.
لذلك نطلب من المرأة أن تكون قوية في مواجهة الظلم الذي ينتقص من حقوقها الإنسانية في مجالات الحياة كافة وضرورة التسلح بالفكر المستنير والثقافة كي تستطيع إثبات وجودها ومواجهة كل مايعرقل تقدمها وتطورها في الحياة.